قال تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)) . ( التوبة ) .
وقد ذكرت كلمة رءوف في القرآن 11 مرة منها :
1- منفردة ( وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) (البقرة : من الآية 207 ) .
2- مقترنة برحيم (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)) ( التوبة ) .
قال ابن عباس : سمى الله نبينا صلى الله عليه وسلم من أسمائه بــ ( رءوف رحيم ) وجاء في الكشاف 2/223 من أنفسكم :
من جنسكم ، ومن نسبكم العربي القرشي . ثم ذكر ما يتبع المجانسة والمناسبة من النتائج بقوله : ( عزيز عليه ما عنتم ) :
أي شديد عليه شاق عليكم سوء العاقبة والوقوع في العذاب . ( حريص عليكم )
حتى لا يخرج أحد منكم عن اتباع دين الحق . ( بالمؤمنين منكم ومن غيركم ) ( رءوف رحيم ) . وقرئ ( من أَنْفَسِكُم ) بفتح الفاء ، أي من أشرفكم وأفضلكم .
وقيل لم يجمع الله اسمين من أسمائه لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ( رءوف رحيم ) .
وفي القرطبي 1/540 .
الرأفة أشد من الرحمة ، وإن كان المعنى متقاربًا . وفي تفسير المنار 2/12 يقول الأستاذ الإمام : وعندي أن الرأفة أثر من آثار الرحمة ، والرحمة أعم ، فإن الرأفة لا تستعمل إلا في حق من وقع في بلاء ( وكذا الضعيف كالطفل واليتيم ) .
والرحمة تشمل دفع الألم والضر وتشمل الإحسان .
فذكر الرحمة هنا فيه معنى التعليل والسببية وهو من قبيل الدليل بعد الدعوى .... وإذا كان أثر الرأفة دفع البلاء ، فيجوز أن يكون ذكر الرحمة بعدها .
ومن تفسير المنار ج 11 .
عزيز عليه ما عنتم:
العنت : المشقة ولقاء المكروه الشديد . وقيَّدَهُ الراغب بما يخاف منه الهلاك . وعَدَّ على فلان الأمر - ثقل واشتد عليه . 11/ 88 .
وقد روى مسلم والترمزي من حديث وائلة مرفوعًا : (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشًا من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) .
الكاتب: د.جابر قميحة
المصدر: موقع المصريون